التهابات الحلق عند الأطفال
مقدمة
تُعد التهابات الحلق عند الأطفال من أكثر الأسباب شيوعًا لزيارة العيادات الطبية، خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء. يتكرر هذا النوع من الالتهابات لدى الأطفال بسبب ضعف مناعتهم النسبية وكثرة تعرضهم للعدوى في البيئات الجماعية مثل المدارس أو دور الحضانة.
ورغم أن معظم حالات التهاب الحلق تكون بسيطة وتزول تلقائيًا، إلا أن بعضها قد يشير إلى حالات مرضية أكثر خطورة تستدعي تدخلًا طبيًا سريعًا، مثل الالتهاب البكتيري بالمكورات العقدية أو الحمى الروماتيزمية في حال إهمال العلاج.
في هذا المقال سنتعرف على أسباب التهاب الحلق لدى الأطفال، الفرق بين العدوى الفيروسية والبكتيرية، أعراض المرض، متى يجب زيارة الطبيب، وكيفية العلاج، بالإضافة إلى نصائح فعالة للوقاية.
أولاً: ما هو التهاب الحلق عند الأطفال؟
التهاب الحلق (Pharyngitis) هو التهاب يصيب البلعوم أو اللوزتين أو كليهما، مما يؤدي إلى الشعور بالألم أو الحرق عند البلع، وقد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الحمى، السعال، أو سيلان الأنف.
يمكن أن يكون الالتهاب ناجمًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، أو أحيانًا نتيجة لمهيجات غير معدية مثل الهواء الجاف أو التحسس.
ثانياً: أسباب التهاب الحلق عند الأطفال
1. العدوى الفيروسية (الأكثر شيوعًا)
-
فيروسات البرد والإنفلونزا
-
الفيروس المضخم للخلايا (CMV)
-
فيروس إبشتاين-بار (EBV): مسبب مرض كثرة الوحيدات
-
فيروس كورونا في بعض الحالات
-
عادة ما تكون هذه الالتهابات خفيفة وتختفي تلقائيًا خلال 5-7 أيام.
2. العدوى البكتيرية
-
المكورات العقدية من النوع A (Streptococcus pyogenes): تسبب التهابًا شديدًا في الحلق، ويجب علاجه بالمضادات الحيوية.
-
في حال عدم العلاج، قد تتطور الحالة إلى الحمى الروماتيزمية أو التهاب الكلى.
3. أسباب غير معدية
-
الهواء الجاف أو الملوث.
-
الحساسية الموسمية أو ضد العطور والدخان.
-
ارتجاع المريء الحمضي.
-
استخدام مفرط للصوت أو الصراخ.
ثالثاً: أعراض التهاب الحلق عند الأطفال
الأعراض الشائعة:
-
ألم أو حرق في الحلق عند البلع.
-
احمرار وتورم في الحلق أو اللوزتين.
-
سيلان الأنف واحتقان.
-
ارتفاع درجة الحرارة.
-
السعال الجاف أو المصحوب بالبلغم.
-
صداع.
-
فقدان الشهية أو صعوبة في الأكل.
-
صوت أجش أو بحة في الصوت.
الأعراض التي قد تشير إلى عدوى بكتيرية:
-
ألم حاد مفاجئ في الحلق بدون أعراض برد واضحة.
-
حرارة فوق 38.5 درجة مئوية.
-
تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة.
-
بقع بيضاء أو قيح على اللوزتين.
-
غياب السعال (عكس الالتهاب الفيروسي).
رابعاً: كيف يمكن التفرقة بين التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري؟
| العامل | التهاب فيروسي | التهاب بكتيري |
|---|---|---|
| الحمى | خفيفة أو غائبة | مرتفعة (>38.5 مئوية) |
| السعال وسيلان الأنف | موجود | غالبًا غير موجود |
| الألم | متوسط | حاد ومفاجئ |
| البقع البيضاء على اللوزتين | نادرة | شائعة جدًا |
| الاستجابة للمضاد الحيوي | لا تتحسن | تتحسن خلال 24-48 ساعة |
ملحوظة: لا يمكن الاعتماد فقط على الأعراض. يجب تأكيد التشخيص بواسطة الطبيب باستخدام مسحة الحلق (Rapid Strep Test) أو التحاليل المخبرية.
خامساً: مضاعفات التهاب الحلق غير المعالج
-
الحمى الروماتيزمية: قد تصيب القلب والمفاصل.
-
التهاب الكلى الحاد (Post-streptococcal glomerulonephritis).
-
خراج خلف البلعوم أو اللوزتين.
-
صعوبة في التنفس أو البلع.
-
انتقال العدوى إلى الأذن الوسطى أو الجيوب الأنفية.
سادساً: متى يجب زيارة الطبيب؟
ينصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
-
ارتفاع الحرارة لأكثر من 48 ساعة.
-
صعوبة واضحة في البلع أو التنفس.
-
ظهور طفح جلدي مرافق للالتهاب.
-
الشك في التهاب بكتيري.
-
التهابات متكررة في الحلق خلال فترات قصيرة.
-
استمرار الأعراض لأكثر من 7 أيام.
سابعاً: طرق العلاج
1. العلاج المنزلي والدعم العام
-
الراحة التامة.
-
شرب السوائل الدافئة (مثل شاي الأعشاب أو الحساء).
-
استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحرارة (حسب العمر والوزن).
-
الغرغرة بالماء والملح (للأطفال الأكبر سنًا).
-
ترطيب الجو داخل المنزل باستخدام جهاز بخار.
-
تجنّب الأطعمة الحمضية أو الحارة.
2. المضادات الحيوية (في حال العدوى البكتيرية)
-
مثل البنسلين أو الأموكسيسيلين لمدة 7-10 أيام.
-
من المهم إكمال كامل الجرعة حتى لو تحسنت الأعراض، لتجنّب المضاعفات.
3. مضادات الفيروسات (نادراً ما تُستخدم)
في حالات خاصة مثل الإصابة بفيروس الإنفلونزا الشديدة أو فيروس EBV.
ثامناً: هل استئصال اللوزتين ضروري؟
استئصال اللوزتين يُنصح به فقط في الحالات التالية:
-
أكثر من 7 التهابات في السنة.
-
مشاكل في التنفس أثناء النوم.
-
خراجات متكررة أو تضخم دائم في اللوزتين.
القرار يتم بالتعاون بين الطبيب وولي الأمر بعد تقييم دقيق.
تاسعاً: الوقاية من التهابات الحلق
-
غسل اليدين بانتظام.
-
تعليم الطفل تغطية الفم عند السعال أو العطس.
-
تجنّب مشاركة الأدوات الشخصية.
-
تقوية المناعة بالغذاء الصحي والنوم الكافي.
-
تجنّب التعرض للمدخنين أو الملوثات البيئية.
-
تجنّب التكييف المباشر أو الهواء الجاف.
المصادر الطبية والعلمية
-
Mayo Clinic – https://www.mayoclinic.org
-
American Academy of Pediatrics – https://www.aap.org
-
CDC – Centers for Disease Control and Prevention – https://www.cdc.gov
-
NHS UK – https://www.nhs.uk
-
WebMD – https://www.webmd.com