تأخر الدورة الشهرية: الأسباب، التشخيص، ومتى يجب القلق؟

تأخر الدورة الشهرية: الأسباب، التشخيص، ومتى يجب القلق؟
المؤلف SaudiMedical
تاريخ النشر
آخر تحديث

تأخر الدورة الشهرية

مقدمة

تُعد الدورة الشهرية علامة حيوية على صحة المرأة الجسدية والهرمونية، وعندما تتأخر عن موعدها المعتاد، قد يكون ذلك مقلقًا، سواء للنساء المتزوجات أو غير المتزوجات. تختلف مدة الدورة الشهرية الطبيعية بين النساء، ولكن تأخرها أو انقطاعها قد يكون نتيجة لمجموعة متنوعة من الأسباب التي تتراوح بين عوامل طبيعية مثل الحمل، ومشكلات صحية مثل اضطرابات الهرمونات أو الحالات النفسية.

في هذا المقال، سنتناول أسباب تأخر الدورة الشهرية، علامات تستدعي القلق، طرق التشخيص والعلاج، ونصائح للحفاظ على انتظام الدورة، استنادًا إلى مصادر طبية موثوقة.


ما هي الدورة الشهرية المنتظمة؟

تُعرف الدورة الشهرية بأنها الفترة الزمنية بين أول يوم من الحيض إلى أول يوم من الحيض التالي، وتبلغ مدتها في المتوسط 28 يومًا، لكن أي فترة بين 21 إلى 35 يومًا تُعد طبيعية. يتأثر انتظامها بعوامل متعددة، وأي تغير يزيد عن 7 أيام في موعدها المعتاد يُعد تأخرًا.


أسباب تأخر الدورة الشهرية

1. الحمل

يُعد الحمل هو السبب الأول الذي يجب التفكير فيه عند النساء في سن الإنجاب. تأخر الدورة الشهرية هو أولى علاماته، وغالبًا ما يُرافقه غثيان، ألم في الثدي، وتعب عام.

فحص الحمل المنزلي يعتبر خطوة أولى مهمة لتحديد ما إذا كان التأخير سببه الحمل.


2. التوتر والضغط النفسي

التوتر يؤثر بشكل مباشر على الغدة النخامية التي تتحكم في إفراز الهرمونات المنظمة للدورة. القلق، الاكتئاب، أو الضغط الدراسي قد يؤدي إلى:

  • تأخر الدورة.

  • انقطاعها لعدة أشهر.

  • تغيّر في شدة النزيف أو مدته.


3. التغيرات في الوزن أو النظام الغذائي

  • النحافة الشديدة (كما في اضطراب فقدان الشهية) أو السمنة تؤثر على توازن الهرمونات.

  • اتباع أنظمة غذائية صارمة أو التمارين القاسية قد تُثبّط الإباضة.


4. اضطرابات الغدة الدرقية

  • قصور الغدة الدرقية يبطئ عملية الأيض ويؤثر على إنتاج الهرمونات التناسلية.

  • فرط نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي كذلك إلى عدم انتظام أو تأخر الدورة.

تحليل TSH وT4 ضروري للكشف عن هذه الاضطرابات.


5. متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

من أكثر الأسباب شيوعًا لتأخر الدورة، وتتميز بـ:

  • ارتفاع هرمونات الذكورة (الأندروجينات).

  • خلل في الإباضة.

  • زيادة نمو الشعر في أماكن غير معتادة.

  • زيادة الوزن وصعوبة خسارته.

التشخيص يتم بواسطة الفحص الهرموني والسونار المهبلي.


6. استخدام وسائل منع الحمل

  • الحبوب الهرمونية قد تُنظّم الدورة أو تُؤخرها مؤقتًا.

  • بعض النساء قد يتأخر لديهن الحيض بعد التوقف عن استخدامها، بسبب تأثيرها المستمر على المبيض.


7. الاقتراب من سن اليأس (Perimenopause)

عادةً يبدأ من منتصف الأربعينات، وتبدأ معه فترات تأخر أو انقطاع في الدورة، بالإضافة إلى أعراض مثل:

  • الهبات الساخنة.

  • تقلب المزاج.

  • صعوبة النوم.


8. الرضاعة الطبيعية

يؤثر هرمون البرولاكتين المسؤول عن إدرار الحليب على عملية الإباضة، ما يؤدي إلى:

  • انقطاع الدورة بالكامل.

  • أو تأخرها بشكل متكرر حتى توقف الرضاعة.


9. أمراض مزمنة أو حادة

  • داء السكري غير المنضبط.

  • أمراض الكلى أو الكبد.

  • أورام الغدة النخامية.
    كلها يمكن أن تؤثر على دورة الحيض.


10. عوامل أخرى

  • الرحلات الطويلة وتغيّر التوقيت الزمني.

  • العدوى الشديدة أو الحمى.

  • الأدوية (مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية الكورتيزون).


متى يعتبر تأخر الدورة الشهرية أمرًا يستدعي القلق؟

  • تأخر لأكثر من 45 يومًا دون سبب واضح.

  • وجود أعراض غير معتادة: نزيف شديد، ألم حاد، إفرازات غير طبيعية.

  • تأخر متكرر في كل دورة.

  • ظهور علامات فرط هرمونات الذكورة (حب شباب، خشونة الصوت، تساقط شعر).


طرق التشخيص

يبدأ التشخيص بجمع التاريخ الطبي الكامل، ثم يتم تنفيذ الفحوصات التالية حسب الحالة:

  1. اختبار الحمل.

  2. تحاليل هرمونية:

    • FSH, LH, Prolactin, TSH, Estrogen, Testosterone

  3. أشعة صوتية (ألتراساوند):
    للكشف عن تكيس المبايض أو مشاكل في الرحم.

  4. فحص الغدة الدرقية.

  5. تحاليل دم شاملة.


العلاج حسب السبب

السببخطة العلاج
الحملمتابعة الحمل أو اتخاذ قرار مناسب.
التوترالعلاج السلوكي أو النفسي، وممارسة التأمل أو اليوغا.
الغدة الدرقيةالعلاج بالهرمونات المنظمة (ليفوثيروكسين أو غيره).
تكيس المبايضتغيير نمط الحياة + أدوية تنظيم الدورة أو ميتفورمين.
النحافة أو السمنةتعديل الوزن بالتغذية الصحية والرياضة.
أدوية منع الحملالتوقف عن الاستخدام أو تبديل النوع بإشراف طبي.

نصائح للحفاظ على انتظام الدورة الشهرية

  • الحفاظ على وزن صحي متوازن.

  • النوم الكافي وتنظيم أوقات النوم.

  • تجنب التوتر المزمن والقلق.

  • ممارسة الرياضة بانتظام دون إفراط.

  • تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتين، الحديد، والفيتامينات.

  • شرب كميات كافية من الماء.

  • مراجعة الطبيب عند أي تغيّر غير مبرر في الدورة.


الخلاصة

تأخر الدورة الشهرية لا يعني دائمًا وجود مشكلة صحية خطيرة، لكنه عرض لا يجب إهماله، خاصة إذا تكرر أو رافقته أعراض أخرى. تحديد السبب بدقة هو مفتاح العلاج، وقد يكون بسيطًا كالإجهاد أو معقدًا كاضطرابات الغدد أو تكيس المبايض. الحفاظ على نمط حياة صحي والمتابعة الدورية مع الطبيب هما الوسيلتان الأفضل لحماية صحة المرأة وتنظيم دورتها الشهرية.


المصادر العلمية والطبية

  1. Mayo Clinic – https://www.mayoclinic.org

  2. American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG) – https://www.acog.org

  3. National Institutes of Health – https://www.nih.gov

  4. WebMD – https://www.webmd.com

  5. MedlinePlus – https://medlineplus.gov

تعليقات

عدد التعليقات : 0