حساسية الحليب عند الرضع: الأسباب، الأعراض، طرق التشخيص والعلاج

حساسية الحليب عند الرضع: الأسباب، الأعراض، طرق التشخيص والعلاج
المؤلف SaudiMedical
تاريخ النشر
آخر تحديث

 


حساسية الحليب عند الرضع: الأسباب، الأعراض، طرق التشخيص والعلاج

مقدمة

تُعد حساسية الحليب من أبرز أنواع الحساسية الغذائية التي تصيب الأطفال الرضع، خاصة في الشهور الأولى من العمر. وهي حالة تُعرف برد فعل مناعي غير طبيعي تجاه بروتينات الحليب، وخصوصًا حليب الأبقار، رغم أن الحليب الطبيعي (حليب الأم) قد يُسبب أعراضًا مشابهة لدى بعض الأطفال عند تناول الأم لمنتجات ألبان. هذا المقال يتناول بتفصيل علمي دقيق أسباب حساسية الحليب عند الرضع، أعراضها، طرق التشخيص، والخيارات العلاجية المتاحة، كما يوضح الفروقات بينها وبين عدم تحمل اللاكتوز.


أولًا: ما هي حساسية الحليب عند الرضع؟

حساسية الحليب هي تفاعل مناعي يحدث عندما يخطئ جهاز المناعة في التعرف على بروتينات الحليب ويعتبرها مواد ضارة، مما يحفز الجسم على إفراز مواد كيميائية مثل الهيستامين، التي تُسبب أعراضًا مختلفة. وغالبًا ما تحدث هذه الحساسية نتيجة لبروتينات الحليب البقري مثل الكازين ومصل اللبن (الواي بروتين)، حتى وإن لم يُعطى الرضيع حليبًا مباشرًا، بل حصل عليه من خلال رضاعة طبيعية من أم تتناول منتجات ألبان.


ثانيًا: الفرق بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز

من الضروري التمييز بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز، فكثير من الآباء يخلطون بين الحالتين، رغم اختلافهما الجوهري:

وجه المقارنةحساسية الحليبعدم تحمل اللاكتوز
نوع الاستجابةمناعيةهضمية
السببرد فعل ضد بروتين الحليبنقص إنزيم اللاكتيز
العمر الشائع للإصابةخلال السنة الأولى من العمرنادر جدًا عند الرضع
الأعراضجلدية، تنفسية، هضميةأعراض هضمية فقط (غازات، إسهال)
إمكانية الشفاءغالبًا ما تُشفى تلقائيًا عند سن 3 سنواتتستمر مدى الحياة أحيانًا

ثالثًا: أسباب حساسية الحليب عند الرضع

  1. الوراثة: الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الحساسية الغذائية أو الربو أو الإكزيما هم أكثر عرضة للإصابة.

  2. خلل في الجهاز المناعي: الجهاز المناعي غير الناضج قد يُفرط في التفاعل مع بروتينات الحليب.

  3. الإدخال المبكر للحليب البقري: إعطاء الرضيع الحليب البقري في سن مبكرة قد يرفع من خطر الإصابة.

  4. التعرض غير المباشر من الأم: عند تناول الأم للألبان أثناء الرضاعة الطبيعية، يمكن أن تنتقل كميات صغيرة من البروتين إلى الطفل.


رابعًا: أعراض حساسية الحليب عند الرضع

تظهر الأعراض عادة في غضون دقائق إلى ساعات من تناول الحليب، وقد تكون خفيفة أو شديدة، وتشمل:

1. أعراض جلدية:

  • الطفح الجلدي (أكزيما، بقع حمراء)

  • الحكة

  • تورم في الشفتين أو العينين

2. أعراض هضمية:

  • قيء متكرر

  • إسهال مزمن أو دموي

  • مغص مستمر وبكاء بعد الرضاعة

  • رفض الرضاعة أو ضعف الشهية

  • فقدان الوزن أو عدم زيادة الوزن

3. أعراض تنفسية:

  • صفير الصدر

  • سعال

  • انسداد الأنف بدون نزلة برد

4. أعراض شديدة (نادرة وخطيرة):

  • الصدمة التحسسية (Anaphylaxis): حالة طبية طارئة تُسبب صعوبة تنفس، وانخفاض ضغط الدم، وقد تكون مهددة للحياة وتتطلب تدخلًا فوريًا.


خامسًا: كيف يتم تشخيص حساسية الحليب؟

  1. التاريخ المرضي والفحص السريري: يشمل مراجعة النظام الغذائي للأم والطفل.

  2. اختبار استبعاد الحليب: إزالة منتجات الألبان من حمية الأم والطفل، ومراقبة تحسن الأعراض.

  3. اختبارات الدم (IgE): لقياس وجود الأجسام المضادة المرتبطة بالحساسية.

  4. اختبار الجلد (Skin Prick Test): يُجرى تحت إشراف طبي مختص.

  5. تحدي الطعام الفموي: يُجرى في مستشفى لمراقبة ظهور الأعراض عند إعادة إدخال الحليب تدريجيًا.


سادسًا: طرق العلاج والتعامل مع حساسية الحليب

1. تجنب بروتين الحليب تمامًا

  • الامتناع عن كل أنواع الحليب البقري ومنتجاته (مثل الزبادي، الجبن، الزبدة).

  • على الأم المرضعة أيضًا تقليل أو منع تناول الألبان في حال تغذية الطفل طبيعيًا.

2. استبدال الحليب

  • حليب مخصص للحساسية مثل:

    • الحليب المحلل جزئيًا أو كليًا (Extensively Hydrolyzed Formula).

    • حليب الأحماض الأمينية (Amino Acid Formula).

  • لا يُنصح باستخدام حليب الصويا قبل عمر 6 شهور.

3. المتابعة الغذائية

  • إشراف طبيب أطفال وأخصائي تغذية لتفادي نقص الكالسيوم وفيتامين D والحديد.

4. العلاج الدوائي

  • مضادات الهيستامين عند ظهور الأعراض.

  • حقن الإبينفرين لحالات الصدمة التحسسية.


سابعًا: هل تختفي حساسية الحليب مع مرور الوقت؟

نعم، تشير الدراسات إلى أن نحو 80% من الأطفال يتغلبون على حساسية الحليب تدريجيًا مع بلوغهم سن 3 إلى 5 سنوات. ومع ذلك، من الضروري إجراء اختبارات حساسية دورية بإشراف طبي قبل إعادة إدخال الحليب إلى النظام الغذائي للطفل.


ثامنًا: الوقاية والنصائح للأمهات

  • الرضاعة الطبيعية: يُفضل اعتماد الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال أول 6 شهور.

  • تأخير إدخال الحليب البقري: يُفضل تجنب إعطاء حليب الأبقار قبل إتمام الطفل عمر السنة.

  • الملاحظة الدقيقة: إذا كان الطفل يُظهر أعراضًا بعد الرضاعة، يجب تدوين الأعراض ومراجعة الطبيب.

  • الوعي بمكونات الطعام: على الأم قراءة الملصقات الغذائية والتأكد من خلو الأطعمة من بروتينات الحليب (مثل الكازين والواي بروتين).


تاسعًا: متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

  • عند ظهور طفح جلدي مع تورم أو صعوبة تنفس بعد الرضاعة.

  • في حالة القيء أو الإسهال الشديد أو نقص الوزن.

  • إذا كانت الأعراض تظهر باستمرار بعد كل وجبة رضاعة.

  • عند الشك في وجود صدمة تحسسية (انخفاض في الوعي، صعوبة تنفس، شحوب).


المصادر العلمية والطبية

  1. American Academy of Pediatrics (AAP) – https://www.aap.org

  2. Mayo Clinic – https://www.mayoclinic.org

  3. National Institute of Allergy and Infectious Diseases – https://www.niaid.nih.gov

  4. NHS UK – https://www.nhs.uk

  5. World Allergy Organization (WAO)

تعليقات

عدد التعليقات : 0